onlinejobsopen

أفضل و أأمن بنك ألكترونى و يقبل فى مصر alertpay

أهلا

أهلا بكم فى مدونة بيبرس

2009/08/31

الامام شامل

الإمام شامل

المصدر:مواقع
الإمام شامل
رابع القادة في الحرب ضد الروس
في المنصب:
1834 - 1864
سبقه حمزة بيك
خلفه لا أحد
تزوج من فاطمة بنت عبد العزيز
دجافارات
زايدات بنت جمال
شوانيت
أمينة
تاريخ الميلاد 1797
مكان الميلاد غومري، الداغستان
توفي في 1871
البلد المدينة المنورة
الدين الإسلام


الإمام شامل (1797 - مارس 1871) قائد سياسي وديني آفاري في شمال القوقاز وأحد أشهر المقاومين للوجود الروسي في القوقاز[1] قاد المقاومة ضد الروس خلال حروب القوقاز وهو ثالث أئمة الشيشان وداغستان من 1834 إلى 1859 لقب بأسد القفقاس و صقر الجبال.

محتويات

1 عائلته ونشأته

عائلته ونشأته

ولد والد الإمام شامل علي بن دينغو. في قرية غيمري (Gimry) في داغستان عام 1796 م آفاري الاصل. والدته باهو ميسادوو وكانت آفاريه أيضا.

أطلق عليه اسم شامل حسب العادة القفقاسيه باعتباره كان كثير المرض، وتغيير الاسم كان لابعاد الأرواح الشريرة فلقّب بشامل أو صامويل. له أخت وحيدة وله صديق مميز واحد هو كوناك الذي اشتهر فيما بعد باسم غازي مولا وهو يكبر شامل ببضع سنين.

كان طول شامل 190 سم و كان له حصان أسود اللون ومن سلالة أصيلة. تميز شامل بلبس أبيض وأسود مع معطف فضفاض وعمامته حشفتها حمراء أما رايته فكانت سوداء اللون. درس شامل العربية والفلسفة والفقه والأدب العربي على يد أستاذه جمال الدين وتعمق في الصوفية. درس الصوفية مع صديقه غازي محمد في بلدة براغل مركز المريدية.

حياته الخاصة

احب شامل فاطمه بنت عبد العزيز وهي ابنة شخصية مشهورة في القفقاس وتزوجها. ولدت في أنيستيكول عام 1810 م وتوفيت عام 1845 م في الوسيندا. وكان له منها خمسة أولاد. ثم تزوج من دجافارات ولدت في غومري عام 1821 وتوفيت في أخولكو عام 1839 م و كان له منها سعيد وتوفي صغيراً. ثم تزوج من زايدات بنت جمال الدين ولدت في غازي كموخ عام 1823 م وتوفيت في المدينة المنورة عام 1870م وله منها ثلاثة أولاد. زوجة شامل الرابعة كانت شوانيت أرمنية الأصل مواليد عام 1821م وتوفيت عام 1876م وله منها بنت هي صوفية. وأخر زوجاته كانت أمينة وهي شيشانية الأصل من قبيلة الكيست ولكنه طلقها لأنها عاقر.

في عام 1870 م حصل شامل على إذن بالسفر إلى مكة وقد بلغ من العمر 74 عاما. أبحر من عنابة إلى إسطنبول فاستقبله السلطان العثماني عبد العزيز استقبالا رسمياً وعرض عليه القصور ليختار منها واحدا. لكنه رفض وطلب منه السلطان الذهاب للقاهرة للتوسط في النزاع الحاد بين تركيا ومصر وأدى المهمة بنجاح ثم توجه مع أسرته ومرافقيه إلى مكة التي كانت تحت سيطرة العثمانيين القضائية وفي نهاية 1870 م غادر مكة إلى المدينة المنورة وعاش فيها في بيت الشيخ أحمد الرفاعي، وفي نهاية عام 1872 م توفيت صوفية ابنة شوانيت وبعدها بقليل توفيت زايدات في الطائف وبقيت عنده شوانيت وكامل الصغير وتزوجت ناجافات في تركيا من داود محمد أمين ابن خائن شامل محمد أمين والذي انشق عن أبيه وانضم لشامل في المدينة وفي 4 فبراير 1871م الموافق 25 ذي القعدة 1287 هـ بعد المغرب وقبل العشاء نهض شامل من غفلته وبدا أن قواه عادت إليه في آخر لحظه فصرخ مهلهلا (الله) ثم توفي ودفن في مقبرة جنة البقيع في المدينة المنورة. [2]

الإمام شامل في ذاكرة الداغستان

ما زالت ذكرى الإمام شامل تعيش في وجدان وذاكرة الداغساتانيين، فلا يخلو مكان من صوره، ويسمون كثير من أبنائهم باسمه تيمنا به حتى اليوم. فهم يعتبرونه بطلا قوميا خاض محاولة بدت مستحيلة لوقف الزحف الروسي على أراضي مسلمي القوقاز.

لم يولد محمد شامل لأسرة معدمة فقيرة، حتى يفسر البعض قتاله من أجل الحرية بأنه قتال الفقراء ضد الأغنياء. فقد كان ملايين الفلاحين الروس يعانون في نهاية القرن الثامن عشر في روسيا من استعباد الإقطاعيين لهم بينما كان عليّ بن ديغنو والد الإمام شامل فلاحا من الأحرار، أما أمه فهي ابنة سيد الآفار.

الملكة فيكتوريا

الملكة فيكتوريا ارسلت إلى شامل علماً طرز عليه ثلاث نجمات تمثل الشركسالداغستانجورجيا.

الحرب مع روسيا

حرب القفقاس - حرب عصابات في الغابات

في عام 1828 م عمت الحرب سائر أرجاء القفقاس واستمرت مقاومة المسلمين في داغستان تحت زعامة كل من الإمام غازي مولا والإمام حمزة بيك. وفي عام 1834 تابع الإمام شامل تزعم المقاومة بعد مقتل الإمام حمزة، كما انضمت قوات تاسو حجي إلى الإمام شامل أيضاً، وفي عام 1839م استمر القيصر الروسي باتباع سياسة الضغط على الأراضي الشيشانية بهدف الاستيلاء على القفقاس، وبدأت جميع شعوب شمال القفقاس النضال تحت زعامة الإمام شامل. حسب التاريخ الروسي فقد استمر القتال في القفقاس 25 عاما، وعند سفح جبل جوينب دارت آخر المعارك بين شامل والروس. وخلال المعركة حاول بارياتنسكي إقناع شامل بالاستسلام. وبعد معركة فيدنو في بلاد الشيشان، تمكنت قوات روسيا من اقتحام جوينب، فاضطر الشيخ إلى الاستسلام في 6 سبتمبر 1859، إلى الجنرال بارياتنسكي.

البداية

في نهاية القرن 15 كانت الشيشان وداغستان وباقي الأراضي بين البحر الأسود وبحر قزوين تداعب مخيلة القيصر الروسي إيفان الثالث، فاتفق مع قبائل الكوزاك[3] الموالية للدولة الروسية الوليدة بالغزو التدريجي لأراضي المسلمين في إقليم القوقاز. وأدى الكوزاك المهمة بنجاح، فأقاموا أول مخفر أمامي على نهر تيريك، وصار هذا المخفر مدينة "غروزني" العاصمة الشيشانية فيما بعد. وخلال حكم إيفان الرابع (إيفان الرهيب) في منتصف القرن 16 قام الكوزاك ببناء مجموعة من الحصون في شمال داغستان والشيشان، عاقدين تحالفات مع بعض شعوب الإقليم. ومع بداية القرن 18 كانت آلاف الأسر الكوزاكية قد تجمعت في الإقليم، وامتزجت مع القبائل المحلية، وتزاوجوا منهم وإن احتفظوا بالمسيحية دينا وبالروسية لغة.

قيادة الإمام منصور

وخلال حكم بطرس الأكبر وفي عام 1722 م وقع أول صدام بين القوات الروسية والشيشانيين الذين كسبوا المعركة أمام قوة فتية مستكشفة. وسرعان ما تنتظم صفوف المقاومة تحت زعامة الإمام منصور (ولد في عام 1732 م) الذي استطاع بفهمه العميق للقرآن أن يحول شيوخ القبائل إلى الإسلام، ونظم عبر مجالس الصوفية على الطريقة النقشبندية حركة من الأتباع والمريدين لمواجهة التوغل الروسي في القوقاز. وحقق مجموعة من الانتصارات حتى أوقع به الروس ومات في الأَسر سنة 1794 م. غير أن المسرح الشيشاني لم يهدأ بعد موت الإمام منصور إلا لعقدين من الزمان، بعدها كان الغازي مولا قائدا للمريدين يكمل الطريق.

قيادة الإمام غازي مولا

الإمام غازي مولا

في عام 1829م بدأ الإمام غازي مولا في تحريك شعوب الجبال نحو حرب مقدسة لمواجهة روسيا، وإن عرف عنه عدم مشاركته في المعارك، بل اشتهر بقدرته في التأثير على جنوده بسحر الكلمة وبلاغتها. كما قطع شوطا كبيرا في إرسال الدعاة من داغستان إلى سكان الجبال الشيشانية لتحويلهم من الوثنية إلى الإسلام.

مقتل غازي مولا

وأمام تماسك قوة المريدين اتخذ الروس أسلوب حرق البيوت على ساكنيها كي يجبروا المقاومين على الخروج. وشنوا هجوما واسعا إلى أن سقط الإمام غازي مولا في معركة غيمري بين جثث آلاف المريدين. وفى معركة غمري. لم ينجُ إلا القليل، وتمكن اثنان منهم من الفرار، كان أحدهما شامل الذي كان قد أصيب إصابة بالغة كادت تقتله. تمكن من الاختفاء حتى شفيت جراحه.

قيادة حمزة بيك

وبعد مقتل غازي مولا واعتقاد المريدين بمقتل الإمام شامل في معركة غمري ولم يعرفوا أنه نجى بالرغم من جراحه البليغة، اختير "حمزة بيك" من قبل المريدين قائدا بعد تزكية من كبار الشيوخ. وأفنى حمزة العامين التاليين في ترتيب الصفوف وتدعيم قوة الجيش، إلا أنه لقي الهزيمة. ثم اغتيل وهو يؤم المصلين في المسجد الجامع بمعقل المقاومة في هونزا بداغستان وكان للحاج مراد ضلع في عملية الاغتيال، حيث يعتقد أنه كان انتقاما لمقتل زوجة أخيه عمر وأبنائها الستة بأمر من الإمام حمزة بيك بالرغم من أن عمر استشهد في معركة غيمري. [4]

قيادة الإمام شامل

الإمام شامل في رسم تخيلي
مقاتل قفقاسي في الحرب

اختار المريدون شامل إماما، بعد وفاة حمزة بيه في عام 1834م. أعاد شامل تنظيم جيش المريدين على نمط أعدائه الكوزاك بشكل أشبه إلى التنسيق الاتحادي الحديث. كما نظم العمل البريدي في دولته، ونسق الإنفاق على الجيش من ريع الأراضي الزراعية التي ضُمت إلى المساجد، كما نظم جمع الزكاة لتجهيز الجيش. وفى المقابل طرد الدراويش، ولم يقبل عودتهم إلا كجند في جيشه. [5]

إجراءات الإمام شامل

  • 1. تركيز أسس الدولة:

بدأ الإمام شامل في دعم ركائز نفوذه في القفقاس المعتمد على الشيشان وداغستان وحلفائهم الأديغة، وامتدت منطقة نفوذه من بحر قزوين شرقا إلى البحر الأسود غربا.

كان السعي دءوبا للمساواة بين القوميات، بغض النظر عن اللغة والعرق والطبقة، في وقت كانت العبودية ما زالت مطبقة في روسيا. واستمد شامل من القوانين الإسلامية المنهج الذي نظم به الحياة الاجتماعية، وبصفة خاصة شؤون القصاص والعقاب في الجرائم المدنية، بل إنه تشدد في بعض القوانين التي كان القانون في بعض المذاهب الإسلامية أكثر اعتدالا؛ رغبة منه في الحفاظ على أركان دولته.

  • 2. تنظيم الجيش:

يقوم على أساس النظام العشري. في الأول يأتي المائة نائب وهم أعلى ضباطه رتبة. ثم النواب ويعرفون بالمرشدين ويصل عددهم حوالي الألف وكان هناك الحرس الخاص. وكان المريدون يشكلون معظم جيش شامل ومقسومين إلى فرق العشرات والمئات والخمس مئات ولكل فرقه قائد. الجنود يلبسون التشركيسكا [6] بلون بني واللون الأسود للضباط والبعض يضع عمامه خضراء ومعطف أسود والرايات سوداء.

  • 3. استخباراته أتصالاته مع مصر:

كما استفاد من الأسرى من الضباط الروس ومن المرتدين عن التعاون مع الروس، وهم قد خبروا القدرات العسكرية الروسية في تطوير قدراته العسكرية على نمط أوروبي حديث. وحاول شامل أن يستفيد من القوى الدولية لمساعدته، غير أن عزلة الميدان الذي يقاتل فيه حالت دون تحقيق خطته. ففي منتصف القرن التاسع عشر سعى شامل إلى فتح خط اتصال بين كل من تركيا وإنجلترا وفرنسا بهدف أن تقدم هذه الدول لشامل الدعم العسكري في مقابل تحالفه معها في عِدائها لروسيا. وقبل ذلك وفى عام 1840 م تداول المريدون في داغستان خطابا يحمل توقيع الخاتم الملكي لمحمد علي باشا، يفوض فيه شامل بقيادة سكان الإقليم ويعد بوصول الجيش المصري المتوغل في الأراضي التركية إليهم لتقديم العون العسكري في مواجهة الروس، غير أن فشل مشروع محمد علي في تركيا بدد آمال المريدين في وصول مدد مصري.

  • 4. استمراره في المقاومة:

استمرت المقاومة بقيادة شامل في مسلسل متوالي الحلقات بأسلوب حرب العصابات والكر والفر، إلى أن نفذ شامل انسحابا تكتيكا إلى داخل الجبال، مغريا الروس بالتوغل خلفه عبر الغابات الكثيفة، فانقض عليهم المريدون من جهات مختلفة. واستخدم المقاتلون أحد قارعي الطبول الذين تم أسرهم في العزف لحث الجنود الروس على التوجه نحو شرَك أعدوه، قتلوا فيه أكثر من نصف ضباط الحملة. وتوالت الهجمات على الجيش الروسي المرتبك؛ ففقد أربعة مدافع من خمسة. ويقدر المؤرخون نتاج معارك الغابات التي استمرت أربع سنوات بنحو 10.000 قتيل روسي.

  • 5. استخدامه للمدافع:

وتمكن شامل بالمدافع الأربعة التي غنمها من الروس الهجوم عليهم في حصونهم، فأسقط آلاف القتلى، واغتنم في سنتين 14 مدفعا إضافيا بشكل بدا وكأن جيشا جديدا يبنى لشامل من المدافع الروسية التي لم يكن يملكها المريدون.

وكتب أحد الجنرالات الروس في مذكراته معلقا على ما يرى: يا لها من مصيبة مفجعة، إن الرجال الذين تناثرت أشلاؤهم هنا كان بمقدورهم فتح بلاد تمتد من اليابان في الشرق إلى أوكرانيا في الغرب.

  • 6. نظرته للغنائم:

حين كان شامل يشعر ان قواته قاتلت من أجل الغنائم كان يلقي الغنائم في بحيرة في الجبل ويعتقد سكان قرية آندي أنه في مكان ما تحت مياه بركة جبليه في الجوار توجد صحون ذهبيه وأزرار وأغماد سيوف ياقوتيه وأساور وخلاخل زمردية وكاسات شراب مرجانية وكهرمانية. كانت غنائم غارات قفقاسية القيت إلى أسماك البركة للمحافظه على وحدة الصف. ويقال أن شامل كان أعسراً.

مكافأة مقابل رأسه

وحينما رصدت روسيا 45,000 روبل للإيقاع بشامل، كتب شامل خطابا إلى الجنرال الروسي على خط المواجهة، يقول فيه: كم كانت سعادتي حين علمت أن رأسي تساوي هذا الثمن الضخم، ولكنك لن تكون سعيدا حينما أخبرك أن رأسك بل رأس القيصر ذاته لا تساوي لدي كوبيكا واحدا.

نهايات الحرب

الجنرال أليكساندر إيفانوفيتش بارياتنسكي

وقع قتال الإمام شامل ضحية التسويات الدولية؛ ففي عام 1856 م انتهت الحرب التركية الروسية؛ وهو ما سمح لروسيا بالتركيز بقوتها على الجبهة القوقازية بقوة 200,000 رجل، وأوكلت المهمة إلى الجنرال الشاب أليكساندر إيفانوفيتش بارياتنسكي في وقت كان شامل قد تخطى من عمره الستين. وعكف بارياتنسكي طويلا على دراسة الجغرافية العسكرية لمعارك الإمام شامل، وخلص إلى أن أهم الانتصارات التي حققها شامل لم تكن في أرض مفتوحة بل حينما كان يحتمي بالغابة والجبل. واختار سياسة أكثر حنكة عمن سبقوه، فتقرب إلى الأهالي، وأحسن معاملتهم، ومنع التعرض للنساء، ولغير المقاتلين؛ فضمن عدم إنقلابهم عليه في حربه الفاصلة مع الإمام.

استراتيجية بريتانسكي

وضغط الجنرال بارياتنسكي على قوات شامل حتى التجأ الأخير إلى الاحتماء بالغابات، وهنا سخّر فرقة عسكرية بأكملها لقطع أشجار الغابات. وبعمل دؤوب وبجنود حملوا الفؤوس بدلا من السلاح أزال بارياتنسكي مساحات واسعة من غابات داغستان والشيشان، وذلك على طول الطرق بين القلاع والحصون الروسية، وفشل جيش شامل في مهاجمة القلاع الروسية التي صارت أكثر حذرا تحت أعين بريتانسكي الساهرة. وبخطوات واثقة زحفت قوات بريتانسكي على المناطق الخاضعة لشامل، واستمال الروس عشرات القبائل التي أنهكتها الحرب، وبدأت في لوم شامل على ما أصابهم من فقر وتشرد.

استسلامه

استسلام الإمام شامل

وبدأت العقلية العسكرية المسنة تقع في الخطأ القاتل؛ فركن شامل إلى توقع الهجوم الروسي من مصدر محدد في وقت تمسك الروس فيه بسرية المعلومات، وحركوا جزءا من جيشهم أوهم شامل أنهم ما زالوا في منتصف الطريق، بينما انقضّوا عليه من اتجاه آخر بحرب خاطفة، وخدعوا الرجل الذي كان بارعا في هذا النوع من الهجوم. وحدث ما كان متوقعا، وأسر الإمام شامل.

وعند استسلامه لبارياتنسكي وعندما سلمه سيفه (ساشقوا) [7] ذي النصل الذهبي قال له: لن اسمح ان يلمس سيفي يداً مجهولة أو يداً لاتستحقه أقدمه إليك ايها السردار لانك هزمتني وهزمت جيشي

تم نقله في رحلة طويلة إلى موسكو في موكب بدا وكأنه استعراض عسكري بالبطل الذي سقط أخيرا، وطالب المحاربون القدامى على طول الطريق من ستافربول إلى موسكو بأن يتحدثوا إلى ذلك العدو المهيب. وظل شامل في موسكو إلى عام 1869 م حينما لُبّي طلبه بأداء فريضة الحج. ومرت رحلته من موسكو إلى كييف إلى القسطنطينية، ومنها إلى المدينة؛ حيث لقي ربه في 1871 م.

المؤرخ تورناو

وببلاغة منصفة عبّر المؤرخ تورناو عن الأجواء التاريخية بالقضاء على حركة الإمام شامل بوصفه اللحظات الأخيرة من آخر معركة بين الجانبين، قائلا: هكذا أُسدل الستار عن المشهد الأخير في هذا الحدث المأساوي. وتدفق الليل على هذه البقعة الدامية من الأرض. وعاد كل رجل من الجيش الروسي قانعا نفسه بأنه أدى الواجب. وحصل الممثلون الرئيسيون على الخلود. أما الباقون فقد عادوا إلى خيامهم يسألون أنفسهم: لماذا حدث كل هذا؟ أمن المستحيل أن يجد كل إنسان لنفسه مأوى يعيش فيه آمنا بغض النظر عن منطوق لسانه ومبادئ عقيدته؟

شامل في ذاكرة القفقاس

بقى شامل حياً في التراث الشعبي القوقازي، وفى الأغاني والأهازيج والقصص البطولية إلى اليوم. ويتخذونه رمزا لمعاني الحرية، فقد زرع في الأجيال المتعاقبة بذرة تطلب الحرية.

2009/08/14

كوريا الشمالية



التجربة النووية الثانية لكوريا الشمالية والرهان على سياسة حافة الهاوية

يوم بعد يوم تتزايد مشاعر القلق والهلع من تزايد احتمالات عدم الاستقرار والمواجهة العسكرية فى منطقة شرق اسيا ففى و استفزاز بالغين للمجتمع الدولى نفذت كوريا الشمالية تهديدها بأجراء تجربة نووية ثانية احتجاجا على قرار مجلس الامن الدولى الذى ادى الى تشديد العقوبات عليها بعد اطلاقها صاروخا طويل المد فى الخامس من ابريل الماضى.

واعلنت وكالة الانباء المركزية فى كوريا الشمالية بعد لحظات من التجربة ان بلادها اجرت بنجاح تجربة نووية اخرى فى الخامس والعشرين من مايو فى اطار اجرات الجمهورية لتعزيز قوة ردعها النووى للدفاع عن النفس بكافة السبل مضيفة ان التجربة ستساهم فى ضمان السيادة و الاشتراكية والسلام والامن فى شبه الجزيرة الكورية والمنطقة ونقلت الوكالة عن مصادر استخبارتية ان التجربة وقعت قرب مدينة كيلجو حيث اجرت بيونج يانج اولى اختباراتها النووية فى اكتوبر عام 2006 مؤكدة على ان التجربة جرت بأمان و بمعدلات عالية من حيث قوة المتفجرات والتقنية وساعدت على حل مشاكل علمية وتقنية زادت من قوة السلاح النووى وتطوير التقنية النووية.

تفسيرات متعددة:

التجربة النووية الثانية لكوريا الشمالية التى تجادل بأن ليس لها خيار سوى بناء ترسانة نووية لحماية نفسها فى عالم معاد لها فسرها بعض المراقبين بأنها تهدف على ما يبدو الى تأمين موافقة الولايات المتحدة فى نهاية الامر على وضعها كقوة نووية وجذب واشنطن الى طاولة المفاوضات مرة اخرى لتقديم تناذلات اساسية لها بشأن العديد من القضايا العالقة بين الجانبين.ويرى هؤلاء ان تعثر المفاوضات السلمية دفع صانعى السياسة فى بيونج يانج الى اختيار التصعيد بأجراء تجربة نووية ثانية فى اطار سياسة خافة الهاوية لتحقيق اهدافهم الامنية والدبلوماسية والاقتصادية فى مواجهة الولايات المتحدة وحلفاتها فى منطقة شرق اسيا اليابان وكوريا الجنوبية.وكانت هذه السياسة شديدة الوضوح فى عدد من المواقف لكوريا الشمالية بعد ادانة مجلس الامن للتجربة الصاروخية الكورية فى 5 ابريل الماضى . حيث قام صانعو القرار فى بيونج يانج فى شهر ابريل الماضى بطرد مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين كانوا يشرفون منذ يوليو 2007على اغلاق مرافقها النووية فى مجمع يونج بيون القادر على انتاج البلوتنيوم الصالح للاستخدامات العسكرية . كما اعلنوا عزمهم استئناف برنامجهم النووى مرة اخرى والانسحاب من المحادثات السداسية. وصاحب كل ذلك بيان رسمى من بيونج يانج اكد على ان مجرد مناقشة مجلس الامن لقيام كوريا الشمالية بأطلاق قمر صناعى الى الفضاء للاغراض السلمية يمثل اهانة لا تحتمل لشعبها مشيرا الى ان كوريا الشمالية ستعزز قدرتها النووىة الرادعة بكل الوسائل لمواجهة مثل هذه الاهانات فى المستقبل.

و فى هذا الحين نددت بيونج يانج أيضا بما اعتبرته سياسة الكيل بمكالين التى يعتمدها المجتمع الدولى تجاهها مشيرة الى انه وفقا لمنطق الولايات المتحدة فأن اليابان يمكنها ان تطلق قمرا صناعيا لانها حليفة لها . لكن يجب الا نقوم بالمثل لان لدينا نظاما مختلفا ولا نتبع الولايات المتحدة . واضاف البيان الان وبعد ان تحولت المحادثات السداسية الى منصة لانتهاك سيادة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والسعى لاجبارها على نزع سلاحها النووى وتقويض النظام فيها فأن كوريا الشمالية لن تشارك أبدا فى المحادثات بعد الان ولن تلتزم بأى اتفاقيات نجمت عن المحادثات السداسية . واشار البيان أيضا الى تعهد بيونج يانج بالحفاظ على الامن فى شبه الجزيرة الكورية بألقوة العسكرية وفقا لسياسة سون جان (الجيش –اولا) فى اشارة الى استعدادها للدخول فى مواجهة عسكرية للمحافظة على امنها القومى .

دروس التاريخ

التجربة النووية الثانية من جانب صانعى القرار فى كوريا الشمالية فسرها العديد من المراقبين أيضا بأن دروس التريخ علمت هؤلاء القادة ان افضل وسيلة لجذب اهتمام وأحترام نظرائهم فى الولايات المتحدة و اليابان وكوريا الجنوبية هو المحافظة على درجة عالية من الاستعداد العسكرى و القوة العسكرية حتى يرغموا الدول الثلاث على الموافقة على مطالبهم . حيث يعتقد قادة بيونج يانج ان الاوضاع السياسية الحالية فى الدول الثلاث قد دفعتهم بشكل او بأخر لتجاهل الوفاء بالتزاماتهم الاقتصادية تجاه كوريا الشمالية مقابل تخليها عن برامجها الصاروخية والنووية حيث توجد إدارة وحكومة جديدة فى كل من الولايات المتحدة و كوريا الجنوبية فضلا عن وجود انتخابات برلمانية مرتقبة وانقسام سياسى حاد فى اليابان . ومن ثم كان من الضرورى على قادة كوريا الشمالية إتباع سياسة حافة الهاويةمع هذه الدول حتى يجذبوا إليهم الانتباه مرة اخرى و بالتالى يتم الالتزام بما تم الاتفاق عليه فى أطار المحادثات السداسية المتعثرة منذ فترة وخاصة فيما يتعلق بالحصول على مساعدات أقتصادية وتطبيع دبلوماسي فى مقابل التخلى عن البرنامج النووى.

الردع ردا على خيبة الامل فى إدارة أوباما الجديدة

وبعيدا عن دروس التاريخ يؤكد بعض الخبراء على ان الواقع المعيش ايضا اصاب قادة كوريا الشمالية بخيبة امل شديدة فى الادارة الامريكية الجديدة للرئيس باراك اوباما حيث لم تغير هذه الادارة أيا من التوجهات العدائية للولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية . وكانت أولى بوادر إستمرار هذه التوجهات هو قيام واشنطن بأجراء مناورات عسكرية ضخمة مع كوريا الجنوبية فى شهر مارس الماضى شارك فيها أكثر من 50ألف جندى وترسانة عملاقة من الطائرات والسفن العسكرية إستعداد لحرب محتملة فى شبه الجزيرة الكورية . وهو الامر الذى مثل استفزاز سافرا لقادة كوريا الشمالية دفعهم الى تفضيل سياسة حافة الهاوية لتحقيق الردع و تحصين النفس بشكل قوى من الاعتداء عليها من جانب أعدائها الاكثر قوة .

تعزيز الوضع الداخلى وتأمين الخلافة السياسية

ومن ناحية اخرى قال بعض المحللين ان التجربة النووية الثانية لكوريا الشمالية ؤبما استهدفت أيضا تعزيز وضع الزعيم الحديدى كيم جونج ايل فى الداخل والذى اصيب بجلطة دماغية العام الماضى.ويشير هولاء الى أن رئيس كوريا الشمالية ربما يحاول تامين ان يخلفه أحد أولاده الثلاثة وان اجراء تجربة نووية فى تحد للراى العام العالمى قد يساعده على كسب التأييد لفعل ذلك من قواته المسلحة المتشددة.

الصين محط الانظار

الارجح أن عودة الاستقرار والهدوء الى منطقة شرق أسيا لن تتحقق فى المدى المنظور إذا لم تتعامل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية بحرص مع سياسة حافة الهاوية لكوريا الشمالية وإذا ما اصرت الدول الثلاث على توسيع مجلس الامن للعقوبات الاقتصادية والعسكرية المفروضة على بيونج يانج.

والغالب أن التجربة النووية الثانية من جانب كوريا الشمالية ستنجح فى مساعدتها على تحقيق أهدافها من التفاوض مع الدول الثلاث والمتمثلة فى ضرورة تسوية القضايا المرتبطة بالماضى الاستعمارى والتعويضات المترتبة عليها والتوصل الى معاهدة سلام والتطبيع الدبلوماسى والحصول على المساعدات الاقتصادية . حيث يتفق معظم المراقبين على ان الدول الثلاث تستبعد فى الوقت الحالى بشكل شبه كامل الخيار العسكرى فى التعامل مع كوريا الشمالية .

وستتركز كل الانظار فى الفترة القادمة على مدى نجاح البلوماسية الصينية فى إقناع كوريا الشمالية بالعودة إلى مائدة المفاوضات مرة أخرى .فالصين هى الرئيس الحالى للمحادثات السداسية ولها نفوذ سياسى قوى على الرفاق فى كوريا الشمالية بإعتبارها الشريك التجارى الاول ومرد الطاقة الرئيسى إليهم فضلا عن انها صاحبة حق الفيتو فى مجلس الامن الذى سينعقد فى القريب العاجل لبحث سيل توسيع العقوبات الاقتصادية والعسكرية على بيونج يانج بغرض خنق النظام الحاكم فى كوريا الشمالية عقابا وتأديبا له على توجهاته السياسية والعسكرية.

نقلا عن جريدة الاهرام –للاستاذ/د.احمد قنديل

أخبر صديقك عن موقعنا