onlinejobsopen

أفضل و أأمن بنك ألكترونى و يقبل فى مصر alertpay

أهلا

أهلا بكم فى مدونة بيبرس

2009/08/14

كوريا الشمالية



التجربة النووية الثانية لكوريا الشمالية والرهان على سياسة حافة الهاوية

يوم بعد يوم تتزايد مشاعر القلق والهلع من تزايد احتمالات عدم الاستقرار والمواجهة العسكرية فى منطقة شرق اسيا ففى و استفزاز بالغين للمجتمع الدولى نفذت كوريا الشمالية تهديدها بأجراء تجربة نووية ثانية احتجاجا على قرار مجلس الامن الدولى الذى ادى الى تشديد العقوبات عليها بعد اطلاقها صاروخا طويل المد فى الخامس من ابريل الماضى.

واعلنت وكالة الانباء المركزية فى كوريا الشمالية بعد لحظات من التجربة ان بلادها اجرت بنجاح تجربة نووية اخرى فى الخامس والعشرين من مايو فى اطار اجرات الجمهورية لتعزيز قوة ردعها النووى للدفاع عن النفس بكافة السبل مضيفة ان التجربة ستساهم فى ضمان السيادة و الاشتراكية والسلام والامن فى شبه الجزيرة الكورية والمنطقة ونقلت الوكالة عن مصادر استخبارتية ان التجربة وقعت قرب مدينة كيلجو حيث اجرت بيونج يانج اولى اختباراتها النووية فى اكتوبر عام 2006 مؤكدة على ان التجربة جرت بأمان و بمعدلات عالية من حيث قوة المتفجرات والتقنية وساعدت على حل مشاكل علمية وتقنية زادت من قوة السلاح النووى وتطوير التقنية النووية.

تفسيرات متعددة:

التجربة النووية الثانية لكوريا الشمالية التى تجادل بأن ليس لها خيار سوى بناء ترسانة نووية لحماية نفسها فى عالم معاد لها فسرها بعض المراقبين بأنها تهدف على ما يبدو الى تأمين موافقة الولايات المتحدة فى نهاية الامر على وضعها كقوة نووية وجذب واشنطن الى طاولة المفاوضات مرة اخرى لتقديم تناذلات اساسية لها بشأن العديد من القضايا العالقة بين الجانبين.ويرى هؤلاء ان تعثر المفاوضات السلمية دفع صانعى السياسة فى بيونج يانج الى اختيار التصعيد بأجراء تجربة نووية ثانية فى اطار سياسة خافة الهاوية لتحقيق اهدافهم الامنية والدبلوماسية والاقتصادية فى مواجهة الولايات المتحدة وحلفاتها فى منطقة شرق اسيا اليابان وكوريا الجنوبية.وكانت هذه السياسة شديدة الوضوح فى عدد من المواقف لكوريا الشمالية بعد ادانة مجلس الامن للتجربة الصاروخية الكورية فى 5 ابريل الماضى . حيث قام صانعو القرار فى بيونج يانج فى شهر ابريل الماضى بطرد مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين كانوا يشرفون منذ يوليو 2007على اغلاق مرافقها النووية فى مجمع يونج بيون القادر على انتاج البلوتنيوم الصالح للاستخدامات العسكرية . كما اعلنوا عزمهم استئناف برنامجهم النووى مرة اخرى والانسحاب من المحادثات السداسية. وصاحب كل ذلك بيان رسمى من بيونج يانج اكد على ان مجرد مناقشة مجلس الامن لقيام كوريا الشمالية بأطلاق قمر صناعى الى الفضاء للاغراض السلمية يمثل اهانة لا تحتمل لشعبها مشيرا الى ان كوريا الشمالية ستعزز قدرتها النووىة الرادعة بكل الوسائل لمواجهة مثل هذه الاهانات فى المستقبل.

و فى هذا الحين نددت بيونج يانج أيضا بما اعتبرته سياسة الكيل بمكالين التى يعتمدها المجتمع الدولى تجاهها مشيرة الى انه وفقا لمنطق الولايات المتحدة فأن اليابان يمكنها ان تطلق قمرا صناعيا لانها حليفة لها . لكن يجب الا نقوم بالمثل لان لدينا نظاما مختلفا ولا نتبع الولايات المتحدة . واضاف البيان الان وبعد ان تحولت المحادثات السداسية الى منصة لانتهاك سيادة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والسعى لاجبارها على نزع سلاحها النووى وتقويض النظام فيها فأن كوريا الشمالية لن تشارك أبدا فى المحادثات بعد الان ولن تلتزم بأى اتفاقيات نجمت عن المحادثات السداسية . واشار البيان أيضا الى تعهد بيونج يانج بالحفاظ على الامن فى شبه الجزيرة الكورية بألقوة العسكرية وفقا لسياسة سون جان (الجيش –اولا) فى اشارة الى استعدادها للدخول فى مواجهة عسكرية للمحافظة على امنها القومى .

دروس التاريخ

التجربة النووية الثانية من جانب صانعى القرار فى كوريا الشمالية فسرها العديد من المراقبين أيضا بأن دروس التريخ علمت هؤلاء القادة ان افضل وسيلة لجذب اهتمام وأحترام نظرائهم فى الولايات المتحدة و اليابان وكوريا الجنوبية هو المحافظة على درجة عالية من الاستعداد العسكرى و القوة العسكرية حتى يرغموا الدول الثلاث على الموافقة على مطالبهم . حيث يعتقد قادة بيونج يانج ان الاوضاع السياسية الحالية فى الدول الثلاث قد دفعتهم بشكل او بأخر لتجاهل الوفاء بالتزاماتهم الاقتصادية تجاه كوريا الشمالية مقابل تخليها عن برامجها الصاروخية والنووية حيث توجد إدارة وحكومة جديدة فى كل من الولايات المتحدة و كوريا الجنوبية فضلا عن وجود انتخابات برلمانية مرتقبة وانقسام سياسى حاد فى اليابان . ومن ثم كان من الضرورى على قادة كوريا الشمالية إتباع سياسة حافة الهاويةمع هذه الدول حتى يجذبوا إليهم الانتباه مرة اخرى و بالتالى يتم الالتزام بما تم الاتفاق عليه فى أطار المحادثات السداسية المتعثرة منذ فترة وخاصة فيما يتعلق بالحصول على مساعدات أقتصادية وتطبيع دبلوماسي فى مقابل التخلى عن البرنامج النووى.

الردع ردا على خيبة الامل فى إدارة أوباما الجديدة

وبعيدا عن دروس التاريخ يؤكد بعض الخبراء على ان الواقع المعيش ايضا اصاب قادة كوريا الشمالية بخيبة امل شديدة فى الادارة الامريكية الجديدة للرئيس باراك اوباما حيث لم تغير هذه الادارة أيا من التوجهات العدائية للولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية . وكانت أولى بوادر إستمرار هذه التوجهات هو قيام واشنطن بأجراء مناورات عسكرية ضخمة مع كوريا الجنوبية فى شهر مارس الماضى شارك فيها أكثر من 50ألف جندى وترسانة عملاقة من الطائرات والسفن العسكرية إستعداد لحرب محتملة فى شبه الجزيرة الكورية . وهو الامر الذى مثل استفزاز سافرا لقادة كوريا الشمالية دفعهم الى تفضيل سياسة حافة الهاوية لتحقيق الردع و تحصين النفس بشكل قوى من الاعتداء عليها من جانب أعدائها الاكثر قوة .

تعزيز الوضع الداخلى وتأمين الخلافة السياسية

ومن ناحية اخرى قال بعض المحللين ان التجربة النووية الثانية لكوريا الشمالية ؤبما استهدفت أيضا تعزيز وضع الزعيم الحديدى كيم جونج ايل فى الداخل والذى اصيب بجلطة دماغية العام الماضى.ويشير هولاء الى أن رئيس كوريا الشمالية ربما يحاول تامين ان يخلفه أحد أولاده الثلاثة وان اجراء تجربة نووية فى تحد للراى العام العالمى قد يساعده على كسب التأييد لفعل ذلك من قواته المسلحة المتشددة.

الصين محط الانظار

الارجح أن عودة الاستقرار والهدوء الى منطقة شرق أسيا لن تتحقق فى المدى المنظور إذا لم تتعامل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية بحرص مع سياسة حافة الهاوية لكوريا الشمالية وإذا ما اصرت الدول الثلاث على توسيع مجلس الامن للعقوبات الاقتصادية والعسكرية المفروضة على بيونج يانج.

والغالب أن التجربة النووية الثانية من جانب كوريا الشمالية ستنجح فى مساعدتها على تحقيق أهدافها من التفاوض مع الدول الثلاث والمتمثلة فى ضرورة تسوية القضايا المرتبطة بالماضى الاستعمارى والتعويضات المترتبة عليها والتوصل الى معاهدة سلام والتطبيع الدبلوماسى والحصول على المساعدات الاقتصادية . حيث يتفق معظم المراقبين على ان الدول الثلاث تستبعد فى الوقت الحالى بشكل شبه كامل الخيار العسكرى فى التعامل مع كوريا الشمالية .

وستتركز كل الانظار فى الفترة القادمة على مدى نجاح البلوماسية الصينية فى إقناع كوريا الشمالية بالعودة إلى مائدة المفاوضات مرة أخرى .فالصين هى الرئيس الحالى للمحادثات السداسية ولها نفوذ سياسى قوى على الرفاق فى كوريا الشمالية بإعتبارها الشريك التجارى الاول ومرد الطاقة الرئيسى إليهم فضلا عن انها صاحبة حق الفيتو فى مجلس الامن الذى سينعقد فى القريب العاجل لبحث سيل توسيع العقوبات الاقتصادية والعسكرية على بيونج يانج بغرض خنق النظام الحاكم فى كوريا الشمالية عقابا وتأديبا له على توجهاته السياسية والعسكرية.

نقلا عن جريدة الاهرام –للاستاذ/د.احمد قنديل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا

أخبر صديقك عن موقعنا