الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد،،،،،،
نتحدث اليوم عن نعمة جميلة من نعم المولى عز وجل علينا في حياتنا الدنيا ألا وهي نعمة الابتلاء وهي نعمة جميلة فعلاً بحق الكلمة والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب الله عبدا ابتلاه ), فإذا أحبه الحب البالغ اقتناه { قيل: وما اقتناه؟ قال: لم يترك له أهلاً ولا مالاً } فعلامة محبه الله للعبد أن يوحشه من غيره ويحول بينه وبين غيره، وفى الخبر إذا أحب الله تعالى عبدا ابتلاه, فإن صبر اجتباه, فإن رضي اصطفاه، وقال بعض العلماء: إذا رأيتك تحبه ورأيته يبتليك, فأعلم أنه يريد أن يصافيك.
ولنا في رسول الله أيوب عليه وعلى نبيا الصلاة والسلام أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر حيث ضربت الأمثال في صبر هذا النبي العظيم فكلما ابتلي إنسان ابتلاء عظيماً أو صورة بأن يصبر كصبر أيوب عليه السلام وقد أثنى الله تبارك وتعالى على عبده أيوب في محكم كتابه قال تعالى: ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) حيث ابتلاه الله سبحانه وتعالى بالمرض ودام مرضه عليه السلام ثماني عشرة سنة حتى ترك خدمته أغلب الناس ولم يصبر عليه أحد منهم إلا زوجته وقد بلغ بهما الفقر بعد أن كان له من المال الكثير والأراضي وكان له أولاد كثر ومع ذلك ظل صابراً لم يعترض على الله ولم يتسخط أبداً.
أنواع البلاء:
والله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بما شاء من أنواع البلاء، قال الله تعالى: ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ )، وقوله تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )، والبلاء تارة يكون لمحو السيئات، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من هم ولا حزن ولا وصب ولا نصب ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه رواه مسلم.
ويكون الابتلاء لرفع الدرجات كما هو الحال في ابتلاء الله لأنبيائه، كما في الحديث الشريف: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة رواه البخاري.
ويكون تارة لتمييز المؤمنين عن المنافقين، قال الله تعالى ( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )، ويكون عقابا للمؤمن على بعض ما ارتكبه من الذنوب، روى ابن ماجه وأحمد من حديث ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها.
الفرق بين البلاء والابتلاء:
والفرق بين البلاء والابتلاء هو أن البلاء يكون للكافر يأتيه فيمحقه محقاً وذلك لأن الله تعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، أما الابتلاء فهو يكون للإنسان الطائع، وهو درجات وأنواع.
أسباب الابتلاء:
(1) يُصيبُ اللهُ جل وعلا أمةَ الإسلام بما يصيبُها بسببِ ذنوبها تارةً، وابتلاءً واختبارًا تارةً أخرى.
(2) يُصيب اللهُ جل وعلا الأُممَ غيرَ المسلمةِ بما يصيبُها إما عقوبةً لما هي عليه من مخالفةٍ لأمرِ الله جل وعلا وإما لتكون عبرةً لمن اعْتَبَرَ، وإما لتكونَ ابتلاءً للناس، هل يَنْجَوْنَ أو لا يَنْجَوْنَ؟ قال اللهُ تعالى ( فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )، وهذا في العقوباتِ التي أُصِيبَتْ بها الأُممُ، العقوباتِ الاستئصاليةِ العامةِ، والعقوباتِ التي يكونُ فيها نكايةٌ، أو يكونُ فيها إصابةٌ لهم.
(3) تُصاب الأمةُ بأن يبتليَها اللهُ بالتفرُّقِ فِرَقًا، بأن تكونَ أحزابًا وشِيَعًا؛ لأنها تركتْ أمرَ الله جل وعلا.
(4) تُصاب الأمةُ بالابتلاء بسببِ بَغْيِ بعضِهم على بعضٍ، وعدمِ رجوعِهم إلى العلمِ العظيمِ الذي أنزله اللهُ جل وعلا فقال تعالى في كتابه الحكيم فيما قصَّه علينا من خبر الأُمَمِ الذين مَضَوْا قبلَنا: ( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) وقال سبحانه: ( وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) عندَ أهلِ الكتابِ العلمُ النافعُ، ولكن تَفَرَّقُوا بسببِ بَغْيِ بعضِهم على بعضٍ وعدمِ رجوعِهم إلى هذا العلمِ العظيمِ الذي أنزلَه اللهُ جل وعلا، تَفَرَّقُوا في العملِ، وتركُوا بعضَه.
(5) يُصاب قومٌ بالابتلاءِ بسببِ وجودِ زيغٍ في قلوبهم، فَيَتَّبِعُونَ المتشابِه قال اللهُ جل وعلا في شأنهم: ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ ) فليس وجودُ المتشابه سببًا في الزيغ، ولكنَّ الزيغَ موجودٌ أولاً في النفوسِ فاللهُ سبحانَهُ أثبتَ وجودَ الزيغِ في القلوبِ أوَّلاً، ثم إتباعِ المتشابه ثانيًا.
وأخيراً فالمسلم الحاذق الفطن الذي سخر نفسه لطاعة الله يمكن أن يدرك سبب ما يصيبه من ابتلاء، لأنه إما أن يأتيه بعد اقتراف شيء مما نهى الله عنه، أو تفريط فيما أمر به، أولاً يكون له سبب من ذلك فهو إذاً لرفع درجاته.
وأما المنغمسون في المعاصي، دون توبة فإن الله قد يعجل لهم العقوبة في الدنيا غضباً عليهم وسخطا، ثم إذا ماتوا على المعصية كانوا في مشيئته يعاقبهم أو يعفو عنهم.
وصلي اللهم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليم كثيراً وجزاكم الله خير الجزاء ونفع بنا وبكم الأمة الإسلامية.
أما بعد،،،،،،
نتحدث اليوم عن نعمة جميلة من نعم المولى عز وجل علينا في حياتنا الدنيا ألا وهي نعمة الابتلاء وهي نعمة جميلة فعلاً بحق الكلمة والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب الله عبدا ابتلاه ), فإذا أحبه الحب البالغ اقتناه { قيل: وما اقتناه؟ قال: لم يترك له أهلاً ولا مالاً } فعلامة محبه الله للعبد أن يوحشه من غيره ويحول بينه وبين غيره، وفى الخبر إذا أحب الله تعالى عبدا ابتلاه, فإن صبر اجتباه, فإن رضي اصطفاه، وقال بعض العلماء: إذا رأيتك تحبه ورأيته يبتليك, فأعلم أنه يريد أن يصافيك.
ولنا في رسول الله أيوب عليه وعلى نبيا الصلاة والسلام أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر حيث ضربت الأمثال في صبر هذا النبي العظيم فكلما ابتلي إنسان ابتلاء عظيماً أو صورة بأن يصبر كصبر أيوب عليه السلام وقد أثنى الله تبارك وتعالى على عبده أيوب في محكم كتابه قال تعالى: ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) حيث ابتلاه الله سبحانه وتعالى بالمرض ودام مرضه عليه السلام ثماني عشرة سنة حتى ترك خدمته أغلب الناس ولم يصبر عليه أحد منهم إلا زوجته وقد بلغ بهما الفقر بعد أن كان له من المال الكثير والأراضي وكان له أولاد كثر ومع ذلك ظل صابراً لم يعترض على الله ولم يتسخط أبداً.
أنواع البلاء:
والله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بما شاء من أنواع البلاء، قال الله تعالى: ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ )، وقوله تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )، والبلاء تارة يكون لمحو السيئات، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من هم ولا حزن ولا وصب ولا نصب ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه رواه مسلم.
ويكون الابتلاء لرفع الدرجات كما هو الحال في ابتلاء الله لأنبيائه، كما في الحديث الشريف: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة رواه البخاري.
ويكون تارة لتمييز المؤمنين عن المنافقين، قال الله تعالى ( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )، ويكون عقابا للمؤمن على بعض ما ارتكبه من الذنوب، روى ابن ماجه وأحمد من حديث ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها.
الفرق بين البلاء والابتلاء:
والفرق بين البلاء والابتلاء هو أن البلاء يكون للكافر يأتيه فيمحقه محقاً وذلك لأن الله تعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، أما الابتلاء فهو يكون للإنسان الطائع، وهو درجات وأنواع.
أسباب الابتلاء:
(1) يُصيبُ اللهُ جل وعلا أمةَ الإسلام بما يصيبُها بسببِ ذنوبها تارةً، وابتلاءً واختبارًا تارةً أخرى.
(2) يُصيب اللهُ جل وعلا الأُممَ غيرَ المسلمةِ بما يصيبُها إما عقوبةً لما هي عليه من مخالفةٍ لأمرِ الله جل وعلا وإما لتكون عبرةً لمن اعْتَبَرَ، وإما لتكونَ ابتلاءً للناس، هل يَنْجَوْنَ أو لا يَنْجَوْنَ؟ قال اللهُ تعالى ( فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )، وهذا في العقوباتِ التي أُصِيبَتْ بها الأُممُ، العقوباتِ الاستئصاليةِ العامةِ، والعقوباتِ التي يكونُ فيها نكايةٌ، أو يكونُ فيها إصابةٌ لهم.
(3) تُصاب الأمةُ بأن يبتليَها اللهُ بالتفرُّقِ فِرَقًا، بأن تكونَ أحزابًا وشِيَعًا؛ لأنها تركتْ أمرَ الله جل وعلا.
(4) تُصاب الأمةُ بالابتلاء بسببِ بَغْيِ بعضِهم على بعضٍ، وعدمِ رجوعِهم إلى العلمِ العظيمِ الذي أنزله اللهُ جل وعلا فقال تعالى في كتابه الحكيم فيما قصَّه علينا من خبر الأُمَمِ الذين مَضَوْا قبلَنا: ( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) وقال سبحانه: ( وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) عندَ أهلِ الكتابِ العلمُ النافعُ، ولكن تَفَرَّقُوا بسببِ بَغْيِ بعضِهم على بعضٍ وعدمِ رجوعِهم إلى هذا العلمِ العظيمِ الذي أنزلَه اللهُ جل وعلا، تَفَرَّقُوا في العملِ، وتركُوا بعضَه.
(5) يُصاب قومٌ بالابتلاءِ بسببِ وجودِ زيغٍ في قلوبهم، فَيَتَّبِعُونَ المتشابِه قال اللهُ جل وعلا في شأنهم: ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ ) فليس وجودُ المتشابه سببًا في الزيغ، ولكنَّ الزيغَ موجودٌ أولاً في النفوسِ فاللهُ سبحانَهُ أثبتَ وجودَ الزيغِ في القلوبِ أوَّلاً، ثم إتباعِ المتشابه ثانيًا.
وأخيراً فالمسلم الحاذق الفطن الذي سخر نفسه لطاعة الله يمكن أن يدرك سبب ما يصيبه من ابتلاء، لأنه إما أن يأتيه بعد اقتراف شيء مما نهى الله عنه، أو تفريط فيما أمر به، أولاً يكون له سبب من ذلك فهو إذاً لرفع درجاته.
وأما المنغمسون في المعاصي، دون توبة فإن الله قد يعجل لهم العقوبة في الدنيا غضباً عليهم وسخطا، ثم إذا ماتوا على المعصية كانوا في مشيئته يعاقبهم أو يعفو عنهم.
وصلي اللهم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليم كثيراً وجزاكم الله خير الجزاء ونفع بنا وبكم الأمة الإسلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا